لو القينا نظرة بسيطة على تاريخ الكلدان القديم لوجدنا بأن مملكة يهودا وبالتحديد العاصمة اورشليم كانت قد تعرضت الى التدمير والحرق والنهب والسلب لمرات عديدة على يد الكلدان، بالاضافة الى قتل البعض من ابنائها وسبي البعض الاخر وجلبهم الى بابل، العاصمة الكلدانية، بحسب ما جاء في المصادر التاريخية وعلى لسان المؤرخين، اذن قيام اليهود النساطرة (من احفاد الاسباط العشرة المفقودة من السلالة اليهودية القادمين الى العراق من جنوب تركيا في فترة الحرب العالمية الاولى) هذه الايام بمحاربة الكلدان وكنيستهم الكاثوليكية وتشويه تاريخهم ومحاولة محو اسمهم التاريخي والغاء لغتهم الكلدانية والاستحواذ على حقوقهم ما هو الا للتعبير عن حقدهم وكراهيتهم ورغبتهم بالانتقام منهم، كما ان ادعاءهم على انهم من بقايا الاشوريين القدماء أو انهم ينتمون الى سلالة الأشوريين القدماء هو باطل ومزيف ولا اساس له من الصحة، يقول المؤرخ أحمد سوسة ذو الاصول اليهودية في كتابه (مفصل العرب واليهود في التاريخ) (ص 596 -597) “بانه لم يكن النساطرة يعرفون الاسم الاشوري الا بعد قدوم المبشرون الانكليز الى هذه البلاد”.
ثم ان هذه الاسباط أساساً تعود اصولها الى بني اسرائيل ولا يمثل وجودهم في هذه المناطق الا على انهم سبايا وعبيد للملوك الاشوريين، وعليه فهم لا يضمرون في قلوبهم الحقد والكراهية والعداء فقط للكلدان وانما للاشوريين أيضاً وهم في قبورهم، لان الأشوريين القدماء (الذين تمت ابادتهم عن بكرة أبيهم على يد الكلدان عام 612 ق.م) هم ايضاً زرعوا الخراب والدمار في مملكة يهوذا وقتلوا الكثير من اليهود، بالاضافة الى قيامهم باسر هؤلاء الاسباط العشرة وجلبهم الى البلاد الاشورية واسكانهم في المناطق في جنوب تركيا الحالية التي كانت حينها تابعة للامبراطورية الاشورية.
لم يكن الاسباط العشرة هم سبايا وضحايا الاشوريين القدماء وملوكهم لوحدهم، بل كان هناك اسرى كلدان يقدر عددهم ما بين النصف مليون والسبعمائة وخمسون الفاً، تم اسرهم من قبل الاشوريين على اثر غزواتهم المتكررة على بلاد بابل، وتم اسكانهم في أطراف نينوى ومناطق اخرى من الشمال العراقي، بالاضافة الى مناطق في جنوب تركيا بجانب اليهود الاسرى. يتحدث المؤرخ احمد سوسة ذو الاصول اليهودية في كتابه (مفصل العرب واليهود في التاريخ) عن اعداد الاسرى الكلدان الذين تم ترحيلهم من بابل واسكانهم في المناطق النائية لأشور. ان الحوليات الاشورية وجميع المؤرخين الذين تحدثوا عن الغزوات الاشورية على بلاد بابل وعلى الاخص العاصمة بابل يؤكدون ويذكرون بأن جميع السبايا كانو كلداناً وهذا يدحض ما يدعي به الحاقدون في وجود اقوام اخرى غير الكلدان في العاصمة (لا سوريايو ولا اسريايا ولا ارامايا ولا بطيخ).
سقطت الدولة الكلدانية سنة 539 ق. م وسقطت بابل عاصمة الكلدان عندما فتح الاسرى اليهود ابوابها للفرس المجوس. بعد انتشار المسيحية في العراق اعتنقها الكلدان من شمال البلد الى جنوبه، واعتنقها الكلدان واليهود في جنوب تركيا. ثم تحول كلدان العراق الى المذهب النسطوري في اوائل القرن الخامس الميلادي خوفاً من اعمال القتل والاضطهاد، على اثر قيام صراعات وحروب ما بين الامبراطورية الرومانية التي كانت تتدين بالمسيحية وتتبنى الكاثوليكية وبين الامبراطورية الفارسية المجوسية التي كان العراق خاضعاً لسيطرتها، واتهام كلدان العراق بالتعاون مع الرومان واعتبارهم موالين لهم، وكذلك الحال بالنسبة ليهود وكلدان جنوب تركيا حيث تبنوا النسطورية أيضاً بعد انتشارها مباشرةً، واصبحت الكنيسة التي كانت تحتضنهم جميعاً تسمى بكنيسة المشرق النسطورية الكلدانية.
جاء العرب وقاموا بغزو العراق عام 636 م وفرضوا الاسلام اسلم تسلم) واللغة العربية والضرائب على المسيحيين، واعتنق اغلب كلدان العراق الاسلام عدا الكلدان الاسرى الساكنين في المناطق الاشورية في سهل نينوى وشمال العراق بالاضافة الى من فر منهم من جنوب ووسط العراق والتحق بكلدان الشمال حيث بقوا على ديانتهم المسيحية.
حدث الانفصال عام 1551 م ما بين الكلدان النساطرة من اهل العراق وبين الكلدان واليهود النساطرة القاطنين في جنوب تركيا، نتيجة اتِباع كنيسة المشرق للحكم الوراثي وحصره في عائلة مار شمعون، حيث تخلى كلدان العراق عن المذهب النسطوري ورجعوا الى مذهب الكاثوليكي، وتم تنصيب الراهب يوحنا سولاقا بطريركاً على كنيستهم، وبقي كلدان ويهود جنوب تركيا على المذهب النسطوري وتحت سلطة العائلة الشمعونية اليهودية. يقول البطريرك النسطوري مار بنيامين شمعون موجهاً حديثه الى عم الملك الروسي نيكولايز في تبليسي عاصمة جورجيا، عند لقائه به عام 1916، بحسب مخطوطة الشماس الاثوري كوركيس عوديشو الصادرة في سنة 1946 م:
(تنصرنا وان هذه الملة ( الكلدان النساطرة ) اختارتنا كهنة، نعم لأن اصلنا يهود من عائلة لاوي بن يعقوب (اسرائيل) وكآباء لخدمتهم الكنسية). كما يؤكد هذا أيضاً المؤرخ اليهودي احمد سوسة حيث يقول في كتابه (ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق) : “بأن الدكتور كرانت الانكليزي الذي عاشر النساطرة لفترة من الزمن يذكر بأن بطريرك النساطرة أكد له ان العائلة التي ينتمي اليها تنحدر من سلالة نفتالي (لاوي) التي هي احد الاسباط العشرة التي نقلها الاشوريين الى جبال كردستان”.
بعد تعرض المسيحيين في تركيا للابادة الجماعية ابان الحرب العالمية الاولى تم ادخال الناجين من الكلدان واليهود النساطرة المتواجدين في جنوب تركيا بمساعدة الانكليز الى العراق. في عام 1920 تم تنصيب ايشاي شمعون ذو الاصول اليهودية (له من العمر 11 عاماً) بطريركاً لكنيسة المشرق النسطورية، الا ان زمام السلطة الكنسية والسياسية كانت بيد عمته اليهودية سورما خانم التي رفضت مقترحاً فرنسياً باقامة دولة تحمل أسم كلدو- آشور في سهل نينوى ومنطقة ماردين والجزيرة على ألحدود ألتركية- ألسورية، حيث قالت “لا نريد البابليين أن يحكموننا”، لانها كانت تريد اقامة دولة تحمل اسم اشور، وتحلم في أن تتوسع هذه الدولة في المستقبل في اتجاهات معينة وتتحول الى آشور الكبرى، وتكون سلطتها بيدها وبيد قومها فقط، بعيدة عن الكلدان الذين تعتبرهم بمثابة أعداء لهم ويجب التخلص منهم، وهذا ما يبحث عنه ويخطط له أحفاد الاسباط العشرة هذه الايام ولكن باللجوء الى وسائل اخرى في التعامل مع الكلدان ( احتواءهم وااذلالهم ومعاملتهم كعبيد ).
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives