بيان من الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الموصل بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لاتفاقية 11 آذار

“بسم الله الرحمن الرحيم “

حفلت مسيرة الحركة التحررية الكوردستانية بالعديد من الانعطافات المهمة في تاريخها ، وبعد سنوات من النضال والتضحيات والعزيمة على استمرار الكفاح ضد الانظمة الشمولية التي طغى عليها التفرد وأتباع سياسة التهميش بحق الكثير من المكونات الاصيلة للمجتمع العراقي أجبرت الحكومة العراقية آنذاك على التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي مع رجالات الثورة الكوردية بقيادة الزعيم الخالد مصطفى البارزاني والإعلان عنها في بغداد يوم 11 آذار 1970، حيث كانت تلك فرحة عظيمة للعراقيين كوردا وعربا وجميع المكونات الأخرى، واستبشروا خيرا بهذا الحدث التاريخي المهم ، كونه بادرة خير وتفاهم لتمتع جميع المكونات بحقوقها ، وبدايه عهد جديد على الساحة الاقليمية كونه أعترافاً صريحاً بالقومية الكوردية وقضيتها المشروعة ، إضافة إلى إسدال الستار عن حقبة زمنية تميزت بالانقلابات والمؤامرات، على أن تكون المرحلة التي تليها بداية للتحول الديمقراطي وقبول الآخر واستتباب الأمن واستقرار الأوضاع .

لكن وللأسف لم تمضي إلا شهور حتى قامت السلطة في بغداد حينها بحبك المؤامرات، وفي مقدمتها محاولة اغتيال البارزاني الخالد ثم محاولة اغتيال المرحوم إدريس البارزاني في بغداد واستهداف كوادر الحزب على مختلف المستويات ، إضافة إلى استهداف مقرات الحزب في الموصل وكركوك وسنجار والمناطق الأخرى،وإنشاء جبهة وطنية بمعزل عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والتماطل في تنفيذ بنود اتفاقية الحادي عشر من آذار .

لقد كان من أهم بنود هذه الاتفاقية إجراء الإحصاء السكاني على أن تكون المناطق ذات الأغلبية الكوردية ضمن منطقة الحكم الذاتي ، لكن قامت السلطة بدلا من ذلك ، بإعلان حكم ذاتي صوري ومبتور من جانب واحد عام ( 1974 ) خال من مضمون الاتفاقية وبنودها، وإصرار الحكومة على عدم الاستجابة لطلب قيادة الثورة الكوردية، بتمديد الاتفاقية ريثما يتم التوصل إلى صيغة مقبولة من الجانبين ، وهذا ما أدى إلى تجدد الاقتتال واشتعال الثورة من جديد .

فجاءت ثورة كولان في (( 26 أيار)) امتدادا لثورة أيلول ، لمواصلة الكفاح وتحقيق تلك الأهداف بالرغم من الظروف الصعبة والتضحيات الجسام ، لكن في النتيجة لقي النظام الدكتاتوري مصيره المحتوم وانتصر الشعب المتطلع إلى الحرية والديمقراطية وانتصرت إرادة أبناء كوردستان والعراق عامة في التوجه نحو بناء عراق تعددي ديمقراطي فدرالي تتمتع فيه جميع المكونات بحقوقهم وحرياتهم.

تحية إجلال وإكبار لشهداء الحرية في كوردستان والعراق

عاشت الإخوة العربية الكوردية من اجل وحدة الصف والموقف

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *