الكلدان بحاجة إلى توحيد الصفوف ولم الشمل
ان الشعب الكلداني حالياّ ، يمر بتحديات جسام تهدد وجوده ، بل تاريخه العريق في بلاد الرافدين ( العراق ) أرض الاجيال المتعاقبة ، لذا يتوجب علينا ان نتوقف قليلاّ ، لمراجعة ذاتنا بحكمة ودراية موضوعية ، لتوحيد الجهود وتراصف الصفوف ، انتصارا لإرادة شعبنا الكلداني ، كونه يتعرض لأقسى أنواع الظلم والمعاناة والهجر والتهجير القسري والطوعي ، ناهيك عن القتل العمد ومعاناة الارهاب المنظم والمنفلت ، والتغيير الديمغرافي والابتزاز والإقصاء الدائم والمستمر وهلم جرا .
لذا القضية ليست متعلقة بحزب او جماعة أو أفراد ، بل هي قضية شعب كلداني ، له تاريخه الأصيل وهويته الخاصة يعزها ويحترمها ، ولا يمكنه الإفراط بها بحكم التأثيرات الجانبية هنا وهناك ، ومن هذه الجهة أو تلك ، ومن القريبين قبل البعيدين ، بحكم الخضوع والخنوع لمصالح وامتيازات ذاتية بحتة ، من أصحاب القدرات والإمكانيات المالية الضخمة ، التي تشتري النفوس الضعيفة الفاقدة للوعي الثقافي والأدبي ، ومع قشور الدنيا الزائلة على حساب الأخلاق والأدب والثقافة ، وعليه في تشرذمنا وتبعثرنا وغياب وحدتنا ، لا نستطيع مواجهة التحديات المطلوبة من جميع قوى شعبنا الكلداني المنفردة ، فالمرحلة الحالية دقيقة وحرجة وعسيرة للغاية ، مطلوب منا بتر السجالات العقيمة واجترار الماضي والتطرق الى الأخطاء هنا وهناك الواجب تجاوزها ، بعد ضرورة تمحيصها واستخراج العبر والنتائج الحكيمة ، للانطلاق الى الامام بطروحات علمية عملية ، توحد ولا تفرق .. تبني ولا تهدم.
ان الامة الكلدانية مهددة من قبل عدو موحد الصفوف ، ذو إمكانيات مادية واقتصادية لا يمكننا الاستهانة بها والتقليل من شأنها ، ولا بد أن نتكاتف ضده ، فهو يعمل جاهداّ لسرقة وإلغاء وتشويه تاريخ الكلدان ، بطرق ووسائل ومبتكرات عقيمة غائبة عن العلوم التاريخية والأنتربولوجيا ، ووجودنا الدائم عبر آلاف السنين كلدانيون ، بحق وحقيقة على ارض الرافدين الخالدين.. فهل نفيق ونستفيق لدرأ الخطر المحدق لتجاوزه؟!! فمساحة التوافق بين كل القوى والتيارات الاجتماعية والسياسية والأدبية والثقافية والعلمية والتكنوقراطية كبيرة وواسعة وشاسعة ، لها حضورها وجبروتها وقدراتها المميزة والفائقة ، ينبغي استثمارها على الوجه الكامل في هذه اللحظات التاريخية الشائكة ، نفكر يقيناّ بالمشتركات الواسعة لنوظفها عملياّ لخدمة وتطور قضيتنا الكلدانية وطنياّ وإنسانيا ، ولنترك الاختلافات جانباّ حباّ بقضيتنا الأساسية المطلوبة من الجميع صيانتها وتعزيز وجودها ، فلم الشمل وتوحيد الصفوف وتعزيز الجهود الكلدانية ، باتت ضرورة موضوعية تتحكم على جميع القوى باختلاف مشاربها وتنوعاتها وألوانها الزاهية البراقة ، لذا علينا بخطوات تتناسب مع خطورة وأهمية المرحلة وتداعياتها.
ومن أهم هذه الخطوات الواجب تنفيذها ، هو الحوار بين القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني جميعها صاحبة القضية القومية الكلدانية ، والأخذ بآراء وتوجهات وأفكار الجميع ، مؤسسات وأفراد دون تهميش او إقصاء أو ابعاد أى حزب من الاحزاب أو فئة من الفئات مهما كان حجمها وتأثيرها لأية قوة ، لتفعيل الحوار المتواصل البناء ، انطلاقا من مصلحة شعبنا الكلداني ، مع دراسة جميع الأسباب المعيقة في العمل المستقبلي ، وأبعاد المصالح الخاصة الضيقة والجزئية لأى جهة على الحساب العام ، والأيمان المطلق بأن المصلحة الخاصة هي من ضمن العامة .
النخب الثقافية والأدبية لها حضورها وضرورة فاعليتها القصوى ، لكن الاستكانة اليهم وحدهم للرقي بالكلدانية الى مصاف الثقافات الاخرى وهم كبير ، ومن السذاجة الاعتقاد بأن الاستمرار في الاتجاه الثقافي والأدبي ، وحده سيعطي النتائج بل سيضيع معه المزيد من الوقت ، بعد ان ضيعنا الكثير الذي لا يمكننا تعويضه أبداّ ، ومن هنا فنحن اليوم اكثر من أي وقت مضى في حاجة تنظيمية ملحة باليات اشتغال عملية ، بدعم وإسناد الاتحادات والجمعيات الثقافية والأدبية والاجتماعية الكلدانية التي عملت وتعمل وستعمل لدورها التاريخي المطلوب ممارسته.
لذا حاجة شعبنا وقضيتنا الملحة والضرورية لإنجاز المهام الكبرى يتطلب ، انشاء قطب سياسي موحد قادر على صياغة وبلورة اجماع كلداني ينتقل بنا من مستوى الاحتجاج والتوعية الشعبية ، إلى مستوى التنظيم الذي يتيح إمكانية الاقتراح وممارسة الفعل والعمل على ارض الواقع ، بعيداّ عن الهوس والهرج التنظيمي ، بل مبني على برنامج بنيوي وحيوي متميز ، يستند على مصالح شعبنا الأساسية ، ويروم تقديم البدائل المقنعة ، للرقي بالكلدانية التي همشت بقرارات سياسية ، وعليه لا يمكن أنهائه وقلعه وأزالته ، إلا بقرارات سياسية.
كل خيوط شمس النشطاء الكلدان باختلاف الزوايا التي منها يتحركون ، في كل الاتجاهات داخل الوطن وفي أرض الشتات بشهادتهم وشهادة ألمتتبعين ، متفرقة ومتشعبة ومتباعدة ، فهي في أمس الحاجة اليوم إلى لم الشمل ، تلملم قواها وتتفق على موقف واحد ، وخطاب سياسي واحد ، بالوسائل والسبل المتاحة التي نحتاجها للنهوض بالقضية الكلدانية.
لذا نحن على موعد عقد مؤتمر كلداني عام المقترح أجرائه ، في شهر ايار القادم للفترة من 15 – 19 في مدينة ديترويت باستضافة المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد مشكوراّ ، نأمل حضور جميع المدعوين أو غالبيتهم ، للحوار والمناقشة ومعالجة قضايا ومسائل أساسية ، بالتنسيق بين التنظيمات السياسية والاجتماعية المدنية والأدبية والثقافية ، من خلال وضع آلية جديدة ذات فعالية عملية ، مع مراعاة الواقع السياسي والمستجدات الآنية واللاحقة ، للخروج بوثيقة وخطاب سياسي ، يوائم الوضع الموضوعي ويعالجه ، على الساحتين القومية والوطنية والإنسانية عراقياّ.
وديع زورا
27 شباط 2013
wadizora@yahoo.com
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives