السويد تستمر بترحيل طالبي اللجوء العراقيين قسرا
ستوكهولم22شباط/فبراير(آكانيوز)-
من المقرر ان تصل، اليوم الاربعاء، الى العاصمة العراقية بغداد، رحلة قادمة من السويد، تضم على متنها عشرات العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم في السويد، تنفيذا لبنود الاتفاقية التي عقدتها الحكومتين العراقية والسويدية في العام 2008.
ورغم انتقادات منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الانسان، تستمر السويد في ترحيل اللاجئين العراقيين، واصفة موقفها بالقانوني كونها تعمل وفق الاتفاقية التي وقعتها مع الحكومة العراقية، معتبرة ان الوضع في العراق لا يدخل في اطار النزاع الداخلي، ما يمكن الارتكاز عليه في منح الاقامات للعراقيين، وفقا معاهدة جنيف الخاصة باللاجئين والصادرة في العام 1951.
واكد عدد من العراقيين في اتصالات هاتفية مع وكالة كردستان للنباء(آكانيوز) على ” استمرار السويد في عمليات التسفير، فيما اشاروا الى اوضاعهم النفسية الصعبة، اذ ان اعدادا كبيرة من المشمولين بالاعادة القسرية، يتخوفون من العودة، وكل له اسبابه وقصته الخاصة.
بسمة سليم التي قضت خمسة أعوام في السويد، لم تنجح في الحصول على اقامة في السويد. وخلال الاعوام الماضية من وجودها في البلد، انتقلت سليم من مركز لاجئين الى اخر دون الحصول على قرار يعوض فترة انتظارها الطويلة.
تقول سليم لـ (آكانيوز) ان لا احد من عائلتها موجود في العراق وليس هناك من يستقبلها، لكنها توضح ايضا ان الضغوطات النفسية التي عاشتها في ظلها خلال الاعوام، الخمس الماضية، جعلتها تخضع لقرار العودة الى العراق، خاصة انها قدمت كل ما يمكن تقديمه من ثبوتيات لدعم قضيتها امام دائرة الهجرة، لكن لم يفلح شيء من ذلك.
وخلال السنوات الماضية من وجودها في السويد، تمكنت سليم من اجادة السويدية، والتعرف على تقاليد البلد وعاداته، ضمن الحدود التي توفره مراكز دائرة الهجرة للمقيمين عندها. ولا تخفي بسمة حزنها وقلقها من الذي يمكن ان ينتظرها في العراق، كون لا منزل ولا عمل ولا اهل لها في المدينة.
ورغم ما اعلنته وزارة الهجرة والمهجرين من ان هناك تعديلات ستجرى على الاتفاقية الموقعة مع الجانب السويدي بخصوص اعادة اللاجئين وان مجلس الوزراء العراقي طلب من الحكومات الاوربية، ايقاف ترحيل طالبي اللجوء بشكل قسري، الا ان السفارة العراقية في السويد تنفي ان تكون استلمت تعليمات رسمية من الحكومة العراقية تطلب من السويد تعديل بنود الأتفاقية الموقعة بين الطرفين.
وليست سليم وحدها من تعاني ضغوطات نفسية من ما يمكن ان يواجهها في العراق، اذ يجد وسام صابر بأن الشعور نفسه ينتابه، موضحا ان تهديدات حقيقية تترصده فيما اذا تم ارجاعه الى العراق، وان جماعات (لم يفصح عنهم) تنتظر عودته لتصفية حساباتها معه، وفق لقوله.
وبالاضافة الى وضعه النفسي المتدهور، يعاني صابر من وضع صحي سيء، كان يحلم بمعالجته بعد هجرته الى اوربا، لكن الامور لم تكن في صالحه.
يقول صابر لـ (آكانيوز) انه غادر العراق قبل سبعة أعوام الى دمشق، ومنها الى المانيا والنرويج، ووصل الى السويد قبل اشهر قليلة بعد ان ترك بصماته في النرويج، ما صعب عليه الحصول على الاقامة بشكل كبير.
ويحق لدائرة الهجرة السويدية وفقا لاتفاقية مبرمة بين دول الاتحاد الاوربي ان تقوم بأرجاع طالب اللجوء على ارضها الى الدول الاوربية التي جاء منها، اذ كان قد ترك بصماته فيها. ويستغرق الامر وقتا قد يحسب بالأشهر، يضطر خلالها صاحب الطلب، لانتظار لا يخلو من قلق.
ومنذ العام 2008 كان عدد العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم والمقرر اعادتهم، تقدر بـ 10 آلاف، تم ترحيل اعداد منهم بشكل قسري، فيما اختار اخرون العودة الطوعية. وتمنح الحكومة السويدية مبلغا من المال للعائدين بشكل طوعي، يختلف مقداره وفقا للحالة الاجتماعية، وفيما اذا الشخص متزوجا ولديه عائلة ام لوحده، فيما لا يحق للمرحلين قسرا، هذه المبالغ.
وواجهت السويد انتقادات حادة بسبب قرارها عدم قبول وجود مراقبين على متن الطائرة التي تقوم من خلالها بعملية التسفير، الا ان وزارة الهجرة السويدية تجد ان لا حاجة الى ذلك.
وفي اكثر من حالة تعاطف مع من يتم تسفيرهم بشكل قسري، يحدث ان يتراص سويديون امام الشاحنات التي ينقل فيها المقرر ترحيلهم ، الذين عادة ما يكونون مصحوبين بعناصر من الشرطة السويدية، مكونين جدارا، للتعبير عن شجبهم وادانتهم لتلك العمليات، فيما يكون معظم الجالسون في شاحنة النقل تلك في اوضاع نفسية سيئة للغاية، وهم في طريقهم الى مستقبل مجهول الافق بعد ان فقد اكثرهم كل ما لديه من مدخرات في سبيل الوصول الى الارض الموعودة.
من: لينا سياوش، تح: م م
اروع خطوة من قبل الحكومة السويدية بارجاع العراقيين قسرا الى العراق المفروض هذه الخطوة تتوخذ من سنوات لتخليص السويد من القذارة والوساخة وبائعات القيمر الشروك ومن نجاسة المعدان ليعود السويد نظيفاً كما كان قبل عشرون عام فالف تحية لحكومة السويد على هذه الخطوة الجبارة