إن كنيسة الشرق الكلدانية في الأجيال الاولى تَغَلَّبت على أدَبِ أبنائها المسحةُ الدينية والكنسية، وابتعدوا عن التُراث المدني الشرقي والغربي المُتمَثِّل بحضارة ما بين النهرين والحضارة اليونانية واللاتينية، ولكنَّ أدبَهم كان إبداعاً رائعاً، ولم يقتصر على العلوم الدينية والآداب المسيحية والحياة الروحية والنُسكية فحسب، بل تَعَدَّى الى الآفاق العِلمية حيث إنَّ الكتبة مِن أبناء الكنيسة عرفوا أن ينقلوا الكثيرَ مِن ما إحتوَته كُتُب العلوم اليونانية مِن علوم الطب والرياضيات والكيمياء والطبيعيات والفلسفة بفروعها، وانصَبَّ اهتمامُهم على كُتُبِ التاريخ واللغة وقواعدها ومعاجمها الى جانب الأمثال والحِكَم، وقد أبدع العلماءُ الكلدان وباقتدار بالترجمة والتفسير والتلخيص، على عهدَي الدولة الأموية والدولة العباسية بنوع خاص، فقد دخلوا الى مَيدان الكتابة الواسع وكتبوا وفازوا في كافة فروع المعارف والعلوم القديمة، وخَلَّفوا لنا إرثاً جميلاً بحجم ووزن كبيَرَين مُضافاً الى نظمهم لأروع القصائد الدينية الشعرية مِنها والنثرية وشَرحاً واسعاً للكتاب المقـدس وتفسيرَ مضامينِه، وللأسف فإن الكثيرَ مِن هذا العَمل الإبداعي الفريد، طالَ بعضَه الضياعُ والبعضَ الآخر التلفُ ولم يصلنا مِنه سالماً إلاّ اليسير .
إنَّ ما يؤسفُ له أنَّ الآداب الكلدانية لم تحظ بما تستحقُ مِن اهتمام مِن قبل أبناء الكلدان للعناية بجَمع مخطوطاتِها وفهرستِها نِتاجاً وتاريخاً وتأليفاً، فاستَغَلَّ هذا الفراغ عددٌ مِن المارونيين ومَن يدعونَ اليومَ أنفسهم بالسريان المتنكرين لمونوفيزيتهم، حيث عنوا بجمعِها وتنظيم فهارسَ بها، ليس حُباً بأبناء وأحفاد مؤلفيها الكلدان بل لتغيير اسم لغتها الكلدانية واستبداله بما تُسمّى اللغة السريانية الغريبة، فجنوا على الكلدان والكلدانية بقيامهم بسرقة هـذا الإرث الذي لا يُقدَّر بثمن وترجمته الى اللاتينية وتعريف أبناء الغرب به بأنه نتاجٌ سرياني مُغـيِّبينَ إسمَه الحقيقي الكلداني، وهكذا إنطلت هذه السرقة على اولئك الغربيين، فتصرَّفوا وكأنه تراث سرياني دون أن يعلموا أنَّه سلبٌ للتراث الكلداني !
ايها الإخوة المارونيون والسريان”المونوفيزيون السابقون” بشطريكم الكاثوليك والأرثوذكس، ألا يُعتبر ما مارسه أسلافكم فعلاً لصوصياً رخيصاً تَمَّ فيه ابتزاز الكلدان بتُراثِهم ولغتهم وآدابهم، وأداروا ظهرهم للمُثُل والقِيَم بسلبهم لنتاج علماء وقديسي الكلدان، وجعلوا من آداب اللغة الكلدانية مادة تُدرَّس في العديد مِن معاهـد اوروبا وأمريكا على أنَّها سريانية! فذهبَ كُلُّ الإسهام الكلداني الواسع ذو التأثير البالغ في الرصيد الحضاري الإقليمي مع العرب والرصيد العالمي مع الفرس واليونان والرومان لصالحكم، ألا يُعتبر ذلك مؤامرة قـذرة دُبِّرَت ضِدَّ أبناء كنيسة المشرق الكلدانية العملاقة أم الكنائس! يالها مِـن جناية ٍ وقرصنةٍ وخيانةٍ أدبية وتاريخـية لا تُغتَفـر! وعلاوة على ما تقدم ذِكرُه، قام المُرسلون ومُحِبّو الترحال والبحث عن الكنوز الأدبية بالقدوم الى ديار الشرق لنبش المطمور منها تحت أطلاله والفوز بقسم مِنها ونقلِه الى الغرب. ولم ينسوا جمعَ المخطوطات الكلدانية النادرة مِن بطون الأَديُرة والمراكز الثقافية المُندثرة نتيجة الإضطهاد والتدمير اللذين طالا الكلدانَ ومراكزهم في كُلِّ مكان مِن وطنهم الواسع، وقد إمتلأَت مِنها مَكتباتُ الغرب بعددٍ مِن المخطوطات القديمة يزيدُ عن الموجودِ مِنها في مكتبات الشرق .
ولكي يتأكَّد الشعب الكلداني بأن لغتّه الكلدانية هي الأقدم بين لغات العالَم، والأجمل حرفًاً والأعذب نُطقاً والأسلس تداولاً، كتبت هذا البحث مُجدَّداً باربع حلقات يدور حول عراقتها. وإن عتبي وانتقادي للعلماء والمؤلفين الكلدان على تخاذلهم بسبب ضمور الحس القومي لديهم عن الإعتزاز بلغتهم وتراث آبائهم وأجدادهم وهو حَقٌّهم المشروع. وعليهم الإعتراف بخطئهم بحق لغة آبائهم وأجدادهم، ويُعيدوا إليها اعتبارها وهيبتها. إن تنازلهم المخزي عنها لصالح ما سُمِّيَت باللغـة السريانية الغريبة السمجة المحرَّفة عن لغتنا الكلدانية الجميلة، كان سبباً مغرياً للإنتهازيين اليعاقبة المونوفيزيين، أن يسطوا على الحقيقة ويُموهوها لصالح تسميتهم السريانية الغريبة الملتوية حرفاً ونُطقاً!!!.
The most ancient in the world, was founded by Nimrod,
The son of Cush, and grandson of Ham, who , according
to some historians, built Nineveh, the capital of Assyria .
Philologists are much divided in their sentiments of
opinions, respecting the antiquity of this language .
ترجمتها:
كلديا أو بابلونيا ، مملـكة آسيوية والأقدم في العالَم، اوجدت من قبل نمرود بن كوش وحفيد حام ، الذي بحسب بعض المؤرخين، قام ببناء نينوى العاصمة الآشورية. إن فقهاء اللغة مُنقسمون عاطفياً بآرائهم ومُحترِمون قِدَم هذه اللغة . اللغة االى القـراء الأعـزاء،
أنا لا ألوم إلا أبناء امتي الكلدان لأنهم لا يعرفون حقيقتهم كما يعرفها الأجانب، فها هم الباحثون الأجانب يُعرفوننا بقوميتنا ولغـتنا، والسبب هو ضعـف الشعـور القومي لدى غالبيتنا، ولذلك طمع الآخرون بنا، وسعوا ولا زالوا يسعون الى محو اسمنا وإنكار وجودنا وصهر قوميتنا، وإلا كيف كان بإمكانهم حرماننا مِن التمثيل الكلداني في البرلمانين العراقي الإتحادي والكردستاني؟ الَم يصعـد مرشحو هؤلاء بأصوات الكلدان؟ حتى متى تبقون لا اباليين، جعلتم قياداتنا الكنسية في إحباط ٍ! وتخـشى القيام بأية خطوة ٍقومية لأنها أصبحت في شكٍّ مِن ولائكم لها بالتأييد والدعم الفعلي، أليس من العار علينا أن ندع هذه القلة الواهية أن تتغلب علينا وبإرادتِنا؟ .
أيها الكلدان لا زال المجالُ أمامكم واسعاً لتعَبِّروا عن قدرتكم على تحدّي الخصوم الجهلاء الذين في غفلةٍ مِنا، استغلّوا برودَنا تُجاه قوميتنا فنجحوا بإبعادنا عن الساحة السياسية، لينفردوا بالمكاسب والحقوق والإمتيازات التي هي من حقـنا الشرعي. سيجري الإحصاء السكاني إن عاجلاً أو آجلاً ، وكذلك ستتوالى الإنتخابات، فحذاري حـذاري أيها الكلدان أن تتنكَّروا لهويتكم الكلدانية، فإن الأبواق المأجورة لن تُضيَّع أية فرصةٍ في سبيل القيام بخدعكم كما فعلوا في الإنتخابات السابقة، أظهروا الشجاعة في ردعهم لكي يعلموا أنكم كلدان وإن الهوية الكلدانية هي الأغلى من كُل إغراءاتهم المادية والدُعائية !
أما اليوم ونحن في عام 2016 فقد تغيَّرت رئاسة كنيستنا الكلدانية الهرمة، وحلَّت محلَّها رئاسة شابة منذ عام 2013 بقيادة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الكليُّ الطوبى، فتفاجأت بتركة ثقيلة خلفتها لها الرئاستان السابقتان، ولكنَّها انبرت للخلاص منها فتمَّ لها ذلك في خلال السنوات الثلاث الماضية. كما أنها تعرَّفت على واقع الكنيسة النسطورية بفرعيها من حيث تزمُّت أتباع كلتيهما في القومية المزيَّفة “الآشورية” التي تبنوها نزولاً عند رغبة أسيادهم الإنكليز، والأدهى من كُلِّ هذا الزيف أرادوا فرضها على الكلدان بكُلِّ ما اوتوا من قوة الدجل والكذب والإفتراء! فكان نصيبهم الفشل والخذلان، لأنَّ القيادة الكنسية الكلدانية الجديدة اكتشفت نواياهم السيِّئة من خلال اختبارها لمسعاهم العِدائي الغير عقلاني، فنحن نتقدم بامتناننا الكبير لغبطة ابينا البطريرك الجليل ونثمِّن موقفه الصائب بعدوله عن الجري وراء السراب الخائب الذي لا جدوى من ورائه إطلاقاً.
إننا نطمح أيها الأب الجليل ان ننفرد في ترديد اسمِنا الكلداني داخل جدران بيتنا والكنيسة هي قلب هذا البيت النابض. في كُلِّ مناحي نِتاجِنا الكتابي علينا عدم إغفال اسمنا الكلداني مع احترامنا لأسماء إخوتنا في المسيحية، كم كان الأمر جميلاً وصائباً، لو أنَّ غبطتكم طالبتم بتصويب الخطأ الذي أُلحِقَ بنا في عام 1972 عندما أجحَفَ حقَّ الكلدان نظامُ صدام المُعادي لكُلِّ توَجُّهٍ قومي وحصره بالقوميتَين العربية والكُردية في العراق، ولما علم أن السريانية ليست قومية وإنَّما هي مُرادفة للمسيحية، تمَّ الإيعاز ليُصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بمنح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية، وبذلك حُرمَ الكلدانُ من قوميتهم لأنَّهم الوحيدون الذين يتمتَّعون بمقوِّمات القومية! وكم كان سهلاً تصويب الخطأ في ظِلِّ الدستور الجديد والحكّام الجُدُد! فهل هذا المطلب سيأخذ حيِّزاً في أجندتكم المستقبلية يا صاحب الغبطة؟
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives