يا بنات وابناء الكلدان في أبرشية مار توما في استراليا،
ونحن نتأهب للتوجه إليكم في زيارةٍ راعوية، هي فاتحة زياراتنا لأبرشياتنا الكلدانية في العراق والعالم، أودّ أن أتوجّه إليكم بكلمات يسوع المُطئنة هذه بمحبّةٍ وثقة.
يسوع يعرف متاعبَنا وقلقنا ومخاوفنا وأحزانَنا، ويعمل على تعزيتنا ورفع معنوياتنا. ولا يريد أن تضطرب قلوبنا كالبحر فيتشوش فكرنا وتحبط عزيمتنا ويخمد فرحنا.
لا حاجة لي أن أصف ما عانيتم في بلادكم، وما تعانون في بلاد الانتشار، فلكل منكم حكاية، بل أكثر من قصة وواقعة، وخوف وقلق، لكن كلُّها يجب أن نراها على نور الإنجيل.
القلبُ جوهر الانسان وحصنه، فلا ينبغي أن نترك الواقع وهمومه وتحدّياته ينزع قلبنا ويشوّش هويتَنا المسيحيّة. يسوع يُنادينا مُشجعًا: “آمنوا بالله وآمنوا بي”. من هذا الايمان نستمد الرجاء ونعيشه التزامًا يوميًا، لذا ادعوكم للتمسك بجذوركم ووحدتكم ولشرب الماء من ينابيعكم الصافيّة.
المسيحي في مسيرة فصحية مستمرة
المسيح القائم يُعيدنا إلى السّر الفصحي لنندمج به. إننا نولد وننشأ وننمو ونعيش في حركة فصحيّة دائمة، يُكللها الفصح الابديّ، ويقودُها الى ملءِ كمالِها “حيث أرض جديدة وسموات جديدة” (رؤيا 21/1)، و”حيث يكون الله كل شيء في كل شيء” (2 قورنثية 15/28). وهذا دليل على أن الحياة لا تنتهي بالفراغ والعدم.
الخبرة الفصحية يعبّر عنها احتفالُ الافخارستيا الذي يمثل قمّة حضور المسيح وسط الجماعة، الجماعة المتحدة والمشاركة والمرسلة. خبرة فصحيّة من دونها لا حياة مسيحيّة. الحياة تولد وسط المحن والوجع. على هذا الأساس يجب أن ننظر إلى الحياة نظرة شاملة بكلّ ابعادِها.
وهذا ليس على الصعيد الشخصي، بل نحن ككنيسة في مسيرة فصحيّة. وكنيستنا الكلدانيّة الموسومة بشكل خاص بالسرّ الفصحي، ينبغي أن تدرك أنها مدعوة في وجدانها وضميرها إلى ان تُحَوِّل واقعَها ووجعَها الى نور القيامة والحياة والتجدد وبالتزام كاملِ الوفاء، وان يُساهم ابناؤها مساهمةً فعالة في رسم مستقبلها بخطوط واضحة، لا بالكلام والانتقادات، بل بالأفعال والاقتراحات.
الايمان ليس معلومات
شعبنا عمومًا تقيّ، لكن الإيمان ليس معلومات، الايمان علاقة حبّ ووجدان (لا مصلحة)، علاقة واعيّة وحرّة (لا جهل وتبعية)، علاقة عميقة وشخصيّة (لا سطحية)، علاقة حوار (إصغاء وتفاعل)، ونمو وارتقاء وتجدد (لا ركود)! بدون العلاقة ليس من وجود، والعلاقة هي دومًا أنا والآخر، وعلى صعيد الإيمان أنا والله والآخرون (طالع يوحنا 17/21-23). الحياة ليست أن نعدّ السنين، بل أن نجعل السنين حياة، والفرق كبير! حيث الحبّ هناك العين، فهي النظرة: التمعّن والتأمل (إنجيل يوحنا يستعمل كلمة رأى). في هذا الصدد يقول أنطوان دي سانت اكزوبيري في كتابه “الأمير الصغير”: “لا يحسن الإنسان البصر إلا بقلبه، وجوهر الاشياء يبقى خفيًا عن الأنظار”. والحبّ مشخّص (1 قورنثية 13) و”المحبة لا تسقط ابدًا” (1 قورنثية 13/8).
اليأس خطيئة
يسوع، في واقع ألمه وموته، لم يستسلم لليأس، بل حوّله إلى قيامة ومجد بأمانته وثباته. لنتشبه به نحن في واقع معاناتنا الراهنة. لنرفض اليأس ولنتكلم عن رؤية معمقة وشاملة للحياة. لنعي دورنا كمسيحيين ونسأل إلى ماذا يدعونا الله؟ كيف نقدر أن نشهد لإيماننا بالرغم من كلّ هذه التحديات؟ الشجرة تنمو وتتجدد شرط أن تكون مغروسةً في أرضٍ جيدة وبشكل صحيح. الأمل يفتح العيون والافق “لا تخافوا” (متى14/27).
القوّة في الجماعيّة والوحدة
يمكننا ككنيسة، بالتضامن والوحدة، أن نحافظ على معنوياتنا وحماسنا وقدرات الابداع فينا. وهذا يتطلب منّا: أن نخرج من الانقسامات والتجزئات، من يقسم ويبعد يخطأ، ومن يقرّب ويوحّد ويجمع يقف في خطّ الانجيل “ليكونوا واحدًا” (يوحنا 17/11). هذه الوحدة نحققها أولاّ في ذاتنا حتى نتمكن من تحقيقها مع الآخرين. وكل انقسام هو خطيئة لأنه يتناقض ويتعارض مع صلاة يسوع ورغبته. علينا ان نحبّ بعضنا بعضًا وأن نستقبل بعضنا بعضًا بحرارة وأن نتقاسم ما عندنا بسخاء وفرح وتواضع واحترام.
هذا الاستقبال يشحن إيماننا ورجاءنا ويعزينا. هذا ما توصي به الرسالة الى روميّة: “كونوا في الرَّجاءِ فَرِحين وفي الشِّدَّةِ صابِرين وعلى الصَّلاةِ مُواظِبين. كُونوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهِم مُشارِكين وإلى ضِيافةِ الغُرَباءِ مُبادِرين. بارِكوا مُضطَهِديكم، بارِكوا ولا تَلعَنوا. إِفرَحوا مع الفَرِحين وابْكوا مع الباكين، كونوا مُتَّفِقين، لا تَطمَعوا في المَعالي، بل ميلوا إلى الوَضيع. لا تَحسَبوا أنفُسَكم عُقلاء، 1 لا تُبادِلوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ” (روميّة 12/12-17).
إذا حققنا هذا فستكون لنا القيامة ويغمرنا مجدُ الله، يقينًا أن الكلمة الاخيرة ستكون لثالوث الحبّ، وليس لمثلث الموت، لأن عندما تلتقي ِنعَمُ الله بِنَعَمِ الانسان، يتفجرُ الأمل ويزهر الحب وتخصب الحياة ويغدو كل شيءِ حسنا وجميلاً.
تحياتي إلى أسقفكم الجليل مار جبرائيل كساب، والى كهنتكم الموقرين، واليكم واحدًا واحدًا نعمة الربّ يسوع وسلامه معكم وصلاة امنا العذراء تحفظكم إلى الأبد.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives