الأسقف والكهنة… وحيوية المؤسسات الأبريشية
اليوم الأربعاء المصادف 28/11/2012، إبتدأ الدرس الأول من الإسبوع الرابع من سنة الإيمان في إبريشية مار بطرس للكلدان الكاثوليك في سان دييغو وتحديداً في قاعة كنيسة مار ميخا في الكهون،بحضور سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو الجزيل الإحترام راعي الإبريشية والأب الفاضل نوئيل كوركيس الراهب، والشمامسة وجمع غفير من المؤمنين،وكانت المحاضرة بعنوان(الأسقف والكهنة) لسيادة المطران مار باوي سورو الجزيل الإحترام القادم من أريزونا، وعند وصول سيادته ضجت القاعة بالتصفيق والهلاهل لمقدمه ولما عُرف عنه في كرازاته وعظاته التي تلاقي صداً طيباً بين أبناء شعبنا، وإبتدأ سيادته مُرحباً شاكراً للحاضرين ترحيبهم، ثم إستطرد قائلاً.
ماذ تعني كلمة أسقف أو مطران؟إنها كلمة إغريقية من مقطعي (إبي سكوبوس) أي الرجل الناطور أو الرائي فهو بالأساس قساً أو كاهناً مُرشح من قبل سينهودس الكنيسة ومُؤَمَن عليه من (الفاتيكان) وهو مُعلم في الكنيسة بكلمة الله الحية للشعب المؤمن وللأسقف قساوسة يساعدونه وشمامسة ومجموعة من العلمانيين ايضاً،ومن أين أتت هذه الدرجة للأسقف؟،لقد جاءت من السيد المسيح حين أعطى ماربطرس والرسل السلطة والقوة لنشر رسالة السماء بين بني البشر! لماذا ندعوا الأسقف بالأب؟… توجد في الكنيسة درجات وهم، المطارنة والقساوسة والشمامسة،ويكون دور الأسقف ألأول والأهم ألا وهو التعليم،وللكهنة والشمامسة لديهم سلطة أيضاً ولكن أقل من الأسقف وكذلك للعلمانيون حصة من الواجبات الكنسية،إن الأسقف قد سُلِمَ السلطة الكبيرة لإدارة إبريشيته وفق التعاليم الكنسية الإيمانية المتوارثة من الآباء والأجداد وقد إستبدل المسيح إسم تلميذه شمعون ودعاه كَيّبا إي(ألصَخرة) وأعطاه سلطة مع الرسل أن ما يُحَلْ بالأرض يُحَلُ بالسماء وما يُمسك بالأرض يُمسكُ بالسماء، وَمَيَّزْ مار بطرس بمنحه أيضاً مفاتيح الملكوت السماوي!.لأنه الأسقف الأول في الكنيسة وصخرتها القوية الصلدة. وكما نُحب المسيح يَجب أن نُحِب الأسقف حيث هو أباً لكنيسته وإبريشيته، والواجب ايضاً مَحبة الكهنة والشمامسة، وعلى المؤمن أن يكون قريباً من الكنيسة ورعاتها وعندما يكون بعيداً عنها يكون بعيدا عن الإيمان وهذا ما لا نتمناه لشعبنا وإبريشيتنا. والآن ماهي واجبات الأسقف. نلاحظ أن قداسة البابا بندكتس السادس عشر قال عند رسامته للكرادلة الستة الجدد في الفاتيكان قبل أيام وطلب منهم أن يكونوا شهود للإيمان،وما معنى أن يكون الإسقف شاهداً للإيمان؟ أي أن يُحَوِل حياته وأفكاره الى الحب والحق والعدالة والقداسة وهذه معناها أن ينشر أفكار المسيح الإيمانية على أفكار وأعمال الشيطان الهدامة،إن الكنيسة هي جزء من ملكوت السماء فالدفاع عنها هو أحد أهم واجبات الأسقف، وإستطرد سيادته قائلاً، أن الشخص المؤمن يُنشئ عائلة مؤمنة والعوائل المؤمنة تنشئ الخورنة المؤمنة وكل خورنة مؤمنة تَبني إيماناً قوياً صادقاً، وها نحن نعرف قيمة الفرد المؤمن الذي يكون حقاً على صورة الله وشكله ولن نكون سعداء الإ عند الوصول الى محبة الله وهذا هو الطريق حتى لو أضطُهدنا وعُذبنا أو قُتلنا أو نُلنا الشهادة من أجل إيماننا!، ولكننا نقابل ذلك كله بفرح عظيم وإيمان حقيقي مُتجذر،وهذا هو جزء من واجب الأسقف الذي يجب أن يكون حُضوره الدائم بين اعضاء شعبه وإبريشيته بدون حدود،وهذه هي حياة الأسقف إذا كان مُحباً للمسيح حقاً، فأنت تلاحظه بين قساوسته وشمامسته وشعبه في أي ظرف لأن المسيح لا يتركه ابداً، ولنتسائل هنا، ما هي مشاكل الأسقف حالياً. 1- محاربة الشيطان الذي يحاول أن يسحب الرجاء من أبناء رعيته وخاصة الضَعيفي الإيمان!، ومنها الإجهاض وتهديد وحدة العائلة وحب المادة بدلاً من محبة الله، والبعض من الرعية يعاملون المال بالكنيسة لأغراضهم الخاصة وحسب مصالحهم الشخصية. 2- التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها المتعاظم في الجانب السلبي على حياة أبناء الإبريشية، إن ملايين البشر يدخلون اليوم على الشبكة العنكبوتية حسب أهواء شركات الكومبيوتر العملاقة مثلاً، ومدى تأثيرها على المجتمع بكافة طبقاته، وعليه فإن مشكلة الأسقف والكنيسة كبيرة جداً، فماذا يحدث للشعب أو الإبريشية عندما يُسحب تأثيرها الإيماني والروحي والمعنوي وحتى التأريخي من رعيتها؟. 3- مشكلة الكنيسة الكلدانية والأساقفة الكلدان في هذا الزمن الصعب حيث الحروب والإضطهادات والهجرة والتهجير والإعتداءات الى حد الإستشهاد من أجل الإيمان المسيحي الحق. 4- صعوبة خاصة وعامة في نفس الوقت يراها الأسقف وهي الخطيئة تفعل فعلها بين رعيته ومِثالُها الزوان الذي يُبذر خِلسةً بين الزرع الجيد كما قال المسيح، ونرى أن الكنيسة كأنها سفينة تتقاذفها الأمواج المتلاطمة على مر الزمن، ولكن هيهات فإن أبواب الجحيم لن تقوى عليها،وعند الشدائد والصعوبات قد نقول أن المسيح نائماً حاشاه لايرى ذلك!، ولكن لديه أساقفة في كنيسته التي هي عروسه ايضاً، وهم خشبة الخلاص وربابنة السفينة لقيادتها لِبَرْ الأمان بتظافر كل الجهود من الكهنة والشمامسة والعلمانيون في كنيستنا الكلدانية المباركة. وفي حالة من الصفاء مع النفس والروح ومع جموع الحاضرين قال سيادته، أشكر الله وربنا يسوع المسيح الذي أتى بِيّ ومعي الكثيرين من القساوسة ومن الشعب الآثوري الى بيتنا الأصيل، أن إنتقالنا الى رعية مار بطرس الكلدانية الكاثوليكية هي عَطية كُبرى لنا وحياة وقوة وإيمان ونحن أعضاء في جسد هذه المؤسسة الإبريشية المباركة القوية الصالحة المؤمنة، وكنا نحن وبعض الإخوة الآثوريون ننظر ونطلب من الله أن نَرجِع الى كنيستنا الكلدانية الأم كنيسة آبائنا وأجدادنا ونَعود الى الإيمان الكاثوليكي القويم الصحيح، وكان مثالنا أبانا الكبير وأبو الأنبياء والمؤمنين إبراهيم وكيف أمره الله أن يغادر آور الكلدانيين الى الأرض الموعودة ونفذ الأمر الإلهي طائعاً، وأيضاً مثالنا الآخر هو موسى النبي الذي امره الله أن يترك مصر الفرعونية الى أرض الموعد وهكذا كان وها أنذا بينكم فَرِحاً بأمر من الله والرب المسيح والروح القدس وشكراً على هذه البركة والنعمة الإلهية، وهنا ضَجَتْ القاعة بالتصفيق تأثراً بهذا الكلام الصادق النابع من القلب، وهكذا إنتهى الدرس الأول.
وبعد إستراحة قصيرة إلتئم الجمع المؤمن مرة اخرى للدرس الثاني من اليوم الأخير، وكان الدور لحضرة الأركذياقون صبري قجبو المحترم نائب الأسقف العام في الإبريشية وراعي كنيسة مار ميخا الكلدانية في الكهون قائلاً. الأسقف أو المطران يأخذ المسؤولية من الروح القدس ليكون عموداً من أعمدة الكنيسة القوية، وعليه يجب ان يكون الأسقف أميناً على كنيسته ورعيته لإيصالهم الى الخلاص الروحي أمام الله، وقد اعطانا المسيح أسراره الكنسية السبعة وهي المعمودية والميرون والإعتراف والتناول ومسحة المرضى والكهنوت وسر الزواج، وقد عملت الكنيسة طقوساً لكل سر من هذه الأسرار ليعطي روحاً لذلك النص منسجما مع التعليم الكنسي القويم، والأساقفة بإجتماعاتهم هُمْ ينظمون هذه الليتورجيا وعليه يجب أن تسود روح المحبة والغيرة الرسائلية بين الأساقفة لأنهم يمثلون الكنيسة وشعبها وهم من يقوم بواجب ترتيب إحتياجات الشعب الإيمانية،ونتسائل لماذا قُسمت الكنيسة الى إبريشيات عديدة؟، إن سبب ذلك هو إن الإدارة الكنسية لاتستطيع أن تكون مركزية، وذلك لإنتشار الشعب في مختلف أصقاع المعمورة،لذا وُجِدَت الإبريشيات برئاسة ألأسقف أو المطران لسهولة إلإدارة والتنظيم الليتورجي وأمور المؤمنون في ذلك الموقع الجغرافي الذي يدعى الإبريشية، إن كل ماتقوم به الإبريشية هو حتماً لصالح رعيتها للوصول الى الخلاص، ونلاحظ هنا أن أحد مشاريع إبريشيتنا المهمة هو السيمينير الكلداني الذي يمثل حقل الرب الذي ينبت أشجار الإيمان القوية الباسقة وهم كهنة المستقبل يُحَضرون أنفسهم لخدمة مذبح الرب وأبناء الرعية، وقد بدأنا مع هؤلاء الشباب قبل حوالي سبع سنوات يتعلموا فيها كيفية الحفاظ على الليتورجيا والطخس الكنسي ليخدموا الشعب ككهنة ومعلمين مستقبلاً، كذلك لدينا بيت للراهبات في إبريشيتنا وهُنَّ فعلة الكرم للقيام وإكمال نفس الواجبات وهم جناح آخر من أُجنحة كنيستنا للمساعدة في أعمال الإبريشية مُتماهيةً مع التعاليم الكنسية الروحية التي تخدم الأسرار السبعة آنفة الذكر. إن كل تجديد تقوم به الإبريشية هو للوصول الى ماتبغيه الكنيسة وتريده للوصول الى محبة الله،ونحن نؤمن إيماناً لايتزعزع أننا ورثة آبائنا الأوائل وخاصة الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لإيصال هذه الروح الى أجيالنا الحالية، ونحن الكلدان لدينا الفخر الكبير بالرسولين مار أدي ومار ماري اللذان بشرا في بلدنا بيث النهرين منذ منتصف القرن الميلادي الأول ولازالت جذوة ذلك الإيمان متقدة الى يومنا هذا. إن شعبنا الكلداني العظيم مُشتتاً الآن بين أمم الأرض، ونحن نحمل هذا الإرث الكبير وهذه الجواهر التي لاتقدر بثمن!، إذن يجب المحافظة عليها وصونها وإيصالها الى الأجيال اللاحقة من بعدنا،إن هذه الليتورجيا وضعت في القرن السابع على يد مار إيشوعياب، وهذا الطخس نحافظ على إرثه ونحن مقيمون في بلاد المهجر والغربة. إذن هل نحافظ على طخسنا وليتورجيتنا أم نندمج مع الآخرين في مجتمعاتنا الجديدة بمعتقداتهم؟!، طبعاً لا كبيرة نقولها يجب الحفاظ على هذا الكنز الذي ورثناه عن آبائنا واجدادنا الملافنة والقديسين لأنه إيماننا وحضارتنا وعنوان بقائنا، وأن نزيد عليه كلما دعت حاجة الشعب الروحية الى ذلك، وعليه يجب أن نفهم بعمق وإيمان مانردده من صلواتنا التي تقال في كل الأسرار الكنسية لننموا وننضج في الروح والحق والإيمان. وهكذا إنتهى الدرس الثاني والأخير من سلسلة الإيمان المسيحي لهذا الشهر في إبريشية مار بطرس للكلدان الكاثوليك. نعمة لكم من الله الحي أبو ربنا يسوع المسيح الذي تنثني له كل رُكبة في السماء وعلى الأرض. مؤيد هيلو سان دييغو 29/11/2012
|
|
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives