الأب الفاضل نوئيل السناطي المحترم روحانية المسيحية / الكنيسة سبب دمار الهوية القومية ( 3)

نشر الأب نوئيل فرمان السناطي مقالاً بعنوان ” للمسيحية روحانيتها وللأحزاب فشلها فليصرخ الشعب المنكوب بصوت قومي واحد ” في موقع عينكاوة وذلك بتاريخ 04/09/2014 تحت هذا الرابط http://www.ankawa.com/index.php/anka…topic=751860.0
ولمتطلبات المصلحة القومية والضرورة وأهمية توضيح الحقائق كما هي، وليس كما يرغبها الآباء الكهنة أو على هواهم، نرد على سيادة الأب نوئيل لنقول : ــ

هل أصبحت الكنيسة الكلدانية سبباً في دمار الهوية القومية للكلدان ؟ هل كانت الكنيسة من أحد الأسباب التي أدت إلى فشل الكلدان في الحصول على مقعد إنتخابي في مجالس المحافظات أو في البرلمان؟ هل للكنيسة دور كان المفروض عليها أن تؤديه في توعية وتثقيف شعبنا وحثّهم على المشاركة في الإنتخابات ؟

الكنيسة الكلدانية في الزمن الغابر يا أبونا كانت هي الحريصة على هويتنا القومية ومقوماتها، ومن تلك المقومات اللغة، فاللغة كما تعرفون أنها واحدة من المقومات التي ترتكز عليها أية قومية، فكانت الكنيسة سابقاً هي الحافظ والراعي للغتنا الكلدانية، وأعتقد لو ترجعون إلى مقالاتنا حول اللغة الكلدانية وكم من مرة ذكرها آباؤنا الكرام أمثال المطران أوجين مَنّا والمطران أدي شير والقس بطرس نصري الكلداني وغيرهم من أباء الكنيسة الشئ الكثير، هذه اللغة التي ينعتها اليوم رجال نفس كنيستنا بأنها لغة سريانية، او كما تدّعون جنابكم بأنها لغة سواريي أو شعب سورايي، ولكن لا أدري هل يمكنكم التمييز فيما بين اللغة الكلدانية ولغة السورايي  اللغة الجديدة التي أبتدعتموها ؟ يبدو لي أن الكثير من الكهنة ينقصهم الوعي القومي الكلداني، أو لربما لا يعرفون ماذا يعني الوعي القومي الكلداني، والكثيرين منهم لا يميزون بين اللغات، وقسماً منهم لا يعرف أسم لغته التي يتكلم بها، ويتذرع بأنه ليس إختصاصي ويجب أن يُترك هذا الموضوع للإختصاصيين، أو على إنها خطأ شائع وغير ذلك من التبريرات، ويعود مرد ذلك كله إلى عدم إجهاد الكاهن لنفسه بالبحث والمطالعة في هذه المضمار، كنيستنا الحالية ( والمقصود هنا البعض من اعضاء السلك الكهنوتي بمختلف رتبهم الكنسية ) كانوا سبباً في دمار هوية الشعب الكلداني، وأحزابه القومية وتنظيماته السياسية، لقد دُمرت نفسية الشعب الكلداني خاصة بعد تلك الزيارة ال… التي قام بها وفد على مستوى عال من الكنيسة الكلدانية لزيارة بطريرك اللآثوريين ولم يستقبلهم أحد، كما لم يلقوا ذلك الترحاب، وبعد تقبيل غبطة باطريركنا ليد البطريرك الذي لم بعر لهذه الإلتفاتة أية أهمية، تلك القبلة التي جاءت في غير وقتها وبدون داع ولا مسببات، لا بل إنها كموقف إعلامي فقط وقد أثبت فشله على المستوى الإعلامي والرسمي والشعبي والديني، فلم يعر لذلك التصرف أحداً أي إهتمام، لا بل أعتبره البعض هذا واجباً كما يعتبر المتشددين الإسلاميين المنح التي يحصلون عليها من الدول الأوروبية على إنها جزية ويجب منحها، بينما أمتعض الكثيرون من ابناء شعبنا لهذا التصرف غير المسبوق وغير المعتاد وجاء في غير محله، أليس من واجب الكنيسة بدلاً من أن تتباكون على هذا الشعب المنكوب وتلقون باللوم على أحزابه القومية والسياسية وتدّعون فشل تلك الأحزاب في إدائها لعملها، أن تنظروا إلى الواقع الحقيقي بعين مجردة وترون وتضعون أنفسكم في كفة الميزان لتروا مقدار المسؤولية التي كان من الواجب عليكم تحملها ؟ لماذا كالَت كنيستنا بمكيالَين ؟ لماذا ساندت بعض القِوى وتركت الأخرى ؟ لماذا الظهور في الصور ورفع الأصابع البنفسجية مع الآخرين بينما ركلتم قادة أحزابنا ، أليس المفروض بكم أن تشاركوا السياسيين دون أن تتسيّسوا ؟ وأن تعطوا رأيكم للأحزاب والتنظيمات دون أن تنتظموا فيها ؟ لماذا عندما ترغبون تقطعون الموعظة لتصب كلها في الخانة التي تعجبكم مهما كان نوعها وشكلها وصيغتها، والتي لا تعجبكم تضعونها في خانة السياسة ، وعلى اساس أنتم لستم سياسيين وغير ذلك من الكلام الذي لا يثمر، الذي أسمعه من الكهنة دائماً أن رسالتهم لكل العالم، وكنيستهم لكل الناس، وأنا أقول إنكم واهمون، فلا أنتم لكل العالم ولا كنيستكم لكل الناس، بل يسوع ورسالته لكل العالم، نعم يسوع فقط، أما أنتم فرسالتكم فيها نوع من التخصص وليس العمومية، فهي رسالة محددة بالشعب الكلداني المسيحي الكاثوليكي فقط لا غير، وإلا هل تستطيع أن تقول لي ما هي نشاطاتك وجميع إخوتك الكهنة في العراق في مجال التبشير ؟ وكم ضالاً أعدتموهم إلى حضيرة الإيمان ؟ ما هي نشاطاتك الدينية خارج الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية العراقية ؟ وهل أقمتَ قداساً واحداً في كنيسة السريان الكاثوليك أو السريان الأرثوذكس أو السبتيين أو المعمذانيين أو كنيسة النساطرة أو كنيسة الأرمن ؟ إذن نشاطك محدود في كنيستك فقط، وهذه هي رسالتك، رسالة محدودة لشعب مؤمن محدد،

أبتي الفاضل / أود أن أذكر لك مَثَلَينِ إثنَينِ عن كاهنين لا أكثر وما أكثرهما، المَثَل الأول هو المغفور له المرحوم الأب الدكتور يوسف حَبّي، غفر الله له ذنبه، كان عالماً معروفاً، المغفور له كاهن كلداني القومية وكاثوليكي المذهب وطبيعي مسيحي الديانة وعراقي الهوية الوطنية، وهذا لا نقاش فيه، قام هذا الأب الفاضل بترجمة كتاب ” علوم الكلدانيين ” للباحثة الفرنسية مارگريت روثن من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية وقد أجتهد من تلقاء نفسه في تغيير عنوان الكتاب، فبدلاً من أن الأمانة الأدبية تقتضي الترجمة كما هي، قام الأب الفاضل بتغيير أسم الكتاب من ” علوم الكلدانيين ” بالفرنسية إلى ” علوم البابليين ” بالعربية، وقد ذكر ذلك في مقدمة الكتاب ولم يذكر ما هي الاسباب التي دعته إلى إجراء هذا التغيير، يقول الأب الفاضل نصاً  في حقل التقديم ص5 ” أما أهم بحوثها فهو ما أقدمه اليوم لقرائنا الكرام، تحت عنوان ” علوم البابليين ” بدلاً من العنوان الأصلي ” علوم الكلدان ” !!! عنوان الكتاب في الأصل

Margurite RUTTEN. La science chaldeens. Coll “ que sais – je “N 893 presses Universitaires de France. Paris 1970. 128 pp.

د. يوسف حبي / الموصل / 15-5 – 1980

ولم يذكر المغفور له لماذا قام بتغيير العنوان، ولا أدري هل أستكثر على الكلدانيين أن  يكون لهم كتب تذكر علومهم ؟ هل أستنكف من ذكر كلمة الكلدانيين التي هي مفخرة لكل شعوب العالم، ماذا لوكان كاهناً لمذهب آخر ، ألم يكن يفتخر بما يكتبه الآخرون عن علوم قومه؟ يا أبونا باحثة ومديرة متاحف فرنسية، إنسانة غريبة على عالمنا الكلداني أفتخرت بنا، واهلنا يتبرون عنا، يقوم كاهن كاثوليكي بترجمة الكتاب فقط يقوم بتغيير عنوانه، ماذا لو هو نفسه كتب عن الكلدان ؟ لا أعتقد لذلك لم نر كاهناً في كنيستنا اليوم يكتب عن الكلدان، لم ينصفنا أحداً منكم، وأنا أكتب مستغرباً هل أن المغفور له الأب حَبّي لم يكن يميز ما بين الكلدانية كهوية قومية لشعب تعود أصوله إلى بابل ، وبين التسمية الجغرافية المواقعية؟

المَثَل الثاني، إذا ما أردنا أن نضع مواقف سيادة المطران الجليل مار سرهد يوسب جمو والأب نوئيل وغيرهما من الكهنة والأساقفة الذين يعدّون على اصابع اليد الواحدة، نضعهم جانباً لنأخذ الأب فارس توما موشي مثالاً، فهو راعي خورنة مار آبا الكبير الكلدانية في الدنمارك، فهو شعلة من نشاط أدام اللـــه له ذلك النشاط وتلك الحيوية، حيث يقوم بواجبه الديني خير قيام، فإنه يجوب مدن الدنمارك شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، يقيم القداديس هنا ويُعد للتناول الأول هناك، يحضر تعزية هنا، ويشارك افراح الآخرين هناك، يدفن الموتى ويصلي على المرضى ويبارك الأطفال ويكلل المخطوبين، ويسند الشباب ويؤسس الأخويات ويهئ للرسامة الإنجيلية البعض من الشباب، وهو لا ينسى هويته الوطنية حيث يشارك العراقيين جميعاً في كل قداديسه، ويطلب من الباري أن ينعم عليهم بالأمن والأمان، كما لا ينسى هويته القومية وما تلقيه عليه من واجبات فهو أداة فاعلة في التهيئة  لإقامة المهرجانات الكلدانية في الدنمارك سنوياً، يؤمن بأن رسالته هي رسالة يسوع، أبواب كنيسته مفتوحة للجميع، يقيم الندوات الدينية ليحصّن ابناء رعيته من إغواءات الشيطان، ويعرف حدود واجباته جيداً، يميز ما بين الواجب الديني والواجب القومي، ولا يخلط بينهما، ويعطي لكل ذي حق حقه، يعتز بهويته القومية الكلدانية ويفتخر بهويته الوطنية العراقية، كما يؤمن بواجباته الدينية فهي عنده في المقام الأول، لا يعلو عليها شئ، يعرف جيداً بأننا لسنا طائفة بل شعب كلداني كاثوليكي عراقي ، يرعى جميع المناسبات لجميع التنظيمات، له كلمته المسموعة ودوره في توجيه أبناء شعبنا وتنظيماتهم، سواء الدينية أو الحزبية والسياسية والقومية والنوادي الإجتماعية والجمعيات وغيرها، إنه كاهن بإمتياز، يعرف جيداً أن لغتنا أسمها الكلدانية  لاغير، يعيش آلام شعبنا من خلال مشاركته ودعمه لحملات التبرع بالمال والمواد لأبناء شعبنا المُهجَّر داخل العراق،

هذان مَثَلان، اين أنتم من ذلك ؟ إن قادة كنيستنا اليوم لا يميزون ما بين الطائفة والمذهب، كما لا يميزون ما بين الهوية المذهبية والطقس والهوية الوطنية، رجال دين مضى على رسامتهم كذا عشرات من السنين وما زالوا يتلعثمون عند الحديث عن القومية او المذهب أو الطائفة أو الطقس او اللغة أو التأريخ الكلداني المشرّف وغير ذلك من هذه المصطلحات، فإلى اي إختصاصي نحيل هذه الموضوعات، وكل هذا الكم الهائل من الكتب والمراجع والمصادر المختلفة التي تحكي لنا عن وجود مطابع للغة الكلدانية تطبع الكتب بالحرف الكلداني وهناك الأبجدية الكلدانية ومعلمي اللغة الكلدانية وغير ذلك وجنابكم يتحدث لنا عن شعبنا السورايا ولغتنا السورث!!!!!!! أليست عجيب أمور غريب قضـــــــــــية

تحياتي وإلى الحلقة القادمة

نزار ملاخا

13/10/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *