منذ يوم الأحد الدامي .. يوم تناثرت أشلاء ودماء المصلين في كنيسة سيدة النجاة على جدرانها المتهدمة وأنا أحاول أن أكتب وأعبر عما في داخلي ولكني لا أجد أي كلمات .. ربما لأن الأخوة في موقع كتابات قالوا كل ما يمكن أن يقال أو ربما أن الحدث نفسه أكبر من كل الكلمات أو ربما لأنني بت على يقين أن كلماتنا لا تلقى أي صدى عند أي أحد ..
القاعدة تعترف بفعلتها الشنيعة بكل وقاحة وبلا أدنى شعور بوخز الضمير .. الحكومة تلقي باللائمة على هذا وذاك ولا تعترف بفشلها في حل هذه الكارثة .. المنظمات والأحزاب تستنكر عمل هؤلاء الجبناء ، الشعب العراقي مصدوم .. مذهول يمزقه الأسى والحزن ويتعاطف مع ذوي الشهداء وليس لديه ما يقدمه أكثر من ذلك .. الشعب العراقي شعب بات يتحسر على لحظة من الأمان ..
كل ما قاله الأخوة الكّتاب في موقع كتابات أو غيره من المواقع فيه جزء من الحقيقة أو وجه من أوجه الحقيقة ، ولكن بعيدا” عن السياسة وبعيدا” عن تحليل هذه الواقعة على أساس سياسي أو عسكري هناك تحليلات أخرى .. تحليلات أو تساؤلات مهمة بالنسبة لنا نحن المسيحيون العراقيون .. تحليلات تتعلق بالمشاعر والضمير والأنسانية والجيرة والأخوة والنخوة ..
السؤال الذي يرن في ذهني ويلح علي كثيرا” وأظنه كذلك بالنسبة للمسيحيين في العراق هو : ما الذي حصل؟ أخبرونا يا مسلمي العراق ما الذي حصل لكم ؟ ما الذي تغير ؟ ما الذي أستجد .. أقصد ما الذي غيركم ؟ أوالم تكونوا من قبل مسلمين وتؤمنون بالقرأن ذاته ؟ ما الذي تغير في القرأن ؟ هل نزلت أيات جديدة أم عثرتم على تفسيرات جديدة أم ماذا ؟ نريد أجابة واضحة وصريحة .. وضوح الدم الذي لطخ جدران كنيسة سيدة النجاة .. ووضوح أشلاء الأجساد التي تناثرت على أرض تلك الكنيسة؟ أين أسلامكم القديم ؟ أين أسلام جارنا ( أبو أحمد ) الذي عندما حج الى بيت الله تذكر عائلتنا فردا” فردا” وأشترى لنا (صوغة من الحج) كل واحد بأسمه ، لما لم يذهب لأحد مشايخ السعودية وهو هناك على مقربة منهم ويسألهم : لي جيران نصارى فهل يحل لي شراء هدايا لهم أم لا؟ أين أسلام جارتنا (أم عبدالوهاب) التي لم تكن تحمل صينية الخبز الى بيتها بعد أن تنتهي من الخبز قبل أن تأتي لحائطنا وتعطينا حصتنا ، كل يوم بدون ملل أو كلل لما لم تقل : لن أعطي خبزي لهؤلاء النصارى الكفار؟ لماذا كان بيتنا يمتلى بصحون الطعام أو الفواكه أو العصير في رمضان .. أو القيمة والهريسة في عاشوراء .. كل الجيران كانوا يفعلون الأمر ذاته معنا ومع أقاربنا واصدقائنا ، لما لم يذهبوا في حينه للشيوخ والسادة ويستفسروا عن مدى شرعية أطعام النصارى خاصة في المواسم المقدسة وهل أن ذلك حرام أم حلال؟ أطفال جيراننا المسلمين لطالما أنتظروا شجرة الميلاد وكانوا يدقوا علينا الباب ويسألون : خالة نكدر نباوع شوية على الشجرة .. لماذا لم ينتهرهم أهلهم وينهونهم عن دخول بيت النصارى والفرح في بيتهم تحت شجرة الميلاد!! لماذا كانت جارتنا تقبل أن تستلم مفاتيح بيتنا عندما نذهب في الصيف الى شمال العراق لتقوم بالعناية بالحديقة وتفقد البيت وتنظيفه بين الحين والأخر لما لم يقل زوجها لا تدخلي بيت تعلق فيه الصلبان وصور العذراء والقديسين المسيحيين؟ ولماذا لم يطمعوا هؤلاء الجيران أو يشتهوا ما في البيت من مقتنيات ؟ لماذا كنا في الأقسام الداخلية نتشارك الغرف مع المسلمات نأكل معا” وندرس معا” ونتبادل الأسرار معا” ونشكي همومنا لبعضنا بكل ثقة ؟ أين أولئك العراقيون ؟ هل أنقرضوا أم ماذا.. ما الذي حصل الآن !! ما الذي تغير!! هذه الكنائس كانت موجودة مذ دخل العرب والأسلام الى هذه البلاد فلماذا تفاجأ بها العراقيون الآن .. وأرجو أرجو أن لا يقول أحدكم أن هؤلاء ليسوا عراقيون لأن العربي السعودي أو السوري أو المصري لا يعرف مواقع الكنائس ولا يتجرأ على التمشي في أزقة بغداد وغيرها من المدن أن لم يقده ويرشده ويحميه أحد العراقيين!! نحن مسيحيو العراق لا يهمنا المواطن السعودي أو المصري أو السوري بل يهمنا العراقي ، يهمنا العراقيون ، لأن هؤلاء من عشنا معهم مئات السنين وعرفنا بعضنا البعض جيدا” .. ربما كنا نظن ذلك لا أدري .. الوضع تغير كثيرا” والأمور أنقلبت رأسا” على عقب .. أولئك العراقيون يختلفون عنكم يا عراقيو الحاضر .. لقد كانوا كرماء وأمناء وصادقين وطيبين .. لم نعد ندري أسلام من منكم هو الحقيقي؟
السيد – المحامي سلام الياسري تحدث في مقالته المنشورة بتأريخ 8/11/2010 بأسى عن هذه الجريمة وقدم ثلاث مقترحات كحل جماهيري عراقي لوقف أرهاب المسيحيين وبالتالي عدم رحيلهم ، والحل الأول الذي عرضه هو أعادة بناء كنيسة سيدة النجاة وفتحها لأعياد الميلاد وحماية المصلين فيها ، مقترح نابع من نبل أخلاقك وأنسانيتك يا أستاذ سلام ولكن أعتقد أن الحل يكمن في أعادة بناء الجوامع وليس الكنائس التي هدمت ، أقصد بنائها أنسانيا” ودينيا” وروحيا” ، كنائسنا لم تهدم .. كنائسنا هي هذا الأيمان الباقي في قلوبنا وضمائرنا مذ فجر أنتشار المسيحية في هذه الأرض ولحد الآن ، دور العبادة ليست مجرد جدران أذا تهدمت تهدم الأيمان ، دور العبادة هي روح وحياة ، يقول الله في الكتاب المقدس (الآله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا أذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي) ونحن كمسيحيين نؤمن بأن المسيح يعيش في ضمائرنا وقلوبنا وأرواحنا وليس في كنائسنا .. أغلب الجوامع حولت الى منابر للحث على قتل المسيحيين وحتى غير المسيحيين وأستباحة دمائهم وممتلكاتهم ، مثل هذه الجوامع يجب أن يجد المسلمون حلا” لها ، يجب أن يقوموا ببنائها روحيا” ودينيا” ويعيدوها للحياة.
نحن والعراقيين جميعا” لا يمكن أن نبقى هكذا في موضع الدفاع عن أنفسنا سيما في ظل حكومة لا تتحرك بشكل جاد لتوفير الحماية لأبنائها لذا علينا أن نعمل من أجل القضاء على المشكلة نفسها ، ما الذي ممكن أن تفعله لجنة أو فرقة من الشباب أمام هؤلاء الوحوش البشرية المدججة بكل أنواع الأسلحة وبكل أنواع الحقد والكراهية ، وهل تظن أن هؤلاء سيترددون في حال وقوف أي مسلم في وجوههم وأنهم لا ينقضون عليه ويفتكون به؟ ألم يعاقبوا الحكومة (التي برأيهم أحبطت عمليتهم) في اليوم التالي بمجزرة أكثر وحشية راح ضحيتها المئات من المسلمين؟؟ لقد أعلنوا بكل صلافة عن مسؤوليتهم في تفجيرات الثلاثاء الدامي وأعلنوا عن هدفهم وهو نشر راية الأسلام فوق بغداد!!! هل خرج شيوخ الأسلام في مسيرات أحتجاج وأعتصام وأستنكار وقالو : أن راية الأسلام ليست ما نراه من دماء تجري في الشوارع .. أشلاء لأجساد بشر متناثرة على الأرض .. نار وحريق ودخان .. دمار .. جدران متهدمة .. سيارات محترقة .. نساء يصرخن ويلطمن .. رجال مقهورين .. توابيت ونعوش!! وهل خرج السادة في مسيرات مليونية أو مسيرات لطم على ما ألت اليه صورة الأسلام ، لو أن أحد رسامي الكاريكاتير في العالم رسم مثل هذه الصور ونسبها لدين الأسلام لخرج الملايين يعترضون ولكن ها هم الأرهابيين لم يرسموا هذه الفضائع بل فعلوها ونسبوها للدين ولكن لم نجد ذلك الأعتراض الجماهيري الواسع لهذه الأفعال!
كتابنا المقدس يقول لنا أغضبوا ولا تخطئوا ، لقد غضبنا منكم أيها العراقيون المسلمون لكن كلماتكم ومشاعركم النبيلة ومواساتكم ، أقصد كلمات الطيبين الأصلاء منكم حمتنا من الخطأ ، شخصيا” لم أعد أعرف أي الأسلام هو الأسلام الحقيقي ، فالذين يفتون بشأن القتل والترهيب كلهم شيوخ معروفون وهم ينشرون فتاواهم بكل علانية ومجاهرة في ظل صمت حكوماتهم وأحيانا” كثيرة في ظل حمايتها وبتشجيع الكثير من المثقفين!! نعم الكثير من المثقفين يهللون ويمجدون هؤلاء الأرهابيين بطريقة أو بأخرى ، وهل ننسى القنوات الفضائية وبالأخص قناة الجزيرة التي تعد أكثر القنوات العربية شعبية التي أصبحت تقريبا” الناطق الرسمي لهؤلاء الأرهابيين وها هي قناة البغدادية كانت تسعى لتحدو حدو الجزيرة ، هذه القنوات هي التي رسمت هذه الهالة من الوطنية والجهادية لفرق الموت هذه ، هؤلاء الأرهابيين لو كانوا عزلوا وحجبت مطالبهم وتصريحاتهم لما تمادوا في غيهم!!
لا أعرف أي الأسلام هو الحقيقي ولكني شخصيا” أفضل أسلام جارنا أبو أحمد وأسلام جارتنا أم عبدالوهاب وأسلام جارتنا أم سلمان وأسلام صديقاتي في الكلية وأسلام زملائي في موقع كتابات ، أسلام سلام الياسري ، ضياء الشكرجي ، سهام فوزي ، نرمين المفتي ، ضياء كريم ، طالب العسل ، الدكتور مراد الصوادقي ، الدكتور مجيد العنبكي ، سعد تركي ، أحمد الهاشم ، عروبة بايزيد أسماعيل بك ، مازن صاحب ، حمزة الجناحي ، أحمد عبدالكريم الخطيب ، ماجد موجد ، عماد العبادي ، أمجاد ناصر الهجول ، أمنة عبدالعزيز ، شمخي جبر ، ساطع راجي ، محسن الجيلاوي ، فاضل أحمد ، عواطف تركي ، حيدر الجواهري ، مهدي الصافي ، عماد العبادي ، مهدي جاسم ، سعد الدغمان ، شاكر الجبوري ، كريم عباس الساعدي ، صفاء محمد العراقي ، نبراس المعموري ، وديع شامخ ، علي السوداني و غيرهم كثيرون .. كلماتكم لم تكلفكم سوى قطرات من الحبر لكننا سنحفظها في سفر شهدائنا شهادات حق لما جرى في هذا الزمن الأسود ، كلماتكم لم تأخذ سوى دقائق معدودات من وقتكم لكنها ستبقى خالدة في سفر تأريخ كنيستنا ، السيد المسيح قال: من سقاكم كأس ماء بأسمي لأنكم للمسيح فالحق أقول لكم أنه لا يضيع أجره .. كلماتكم كانت كأس ماء بارد أطفأ هذه النار المشتعلة في قلوبنا ، فطوباكم مرتين ، مرة لأنكم شرفتم دينكم ومرة لأنكم قلتم الحق لما يحصل لأبناء ديننا الذين هم أخوتكم .. السنا كذلك!!
أنتم أكثر من كذلك التي عنيتها ف مقالك يااختي أنتم بمقام الروح من الجسدوأنا صادق في كلامي لكم البشرى ولكم الحياة الحرة الكريمة اينما حللتم وأن كانت المأساة فنحن واياكم بمركب واحد والفرج قريب قريب اقرب مما نتوقع لكننا سئمنا الصبر لذا نراه بعيد
أنا أحي كل أهلي من المسيحين العراقيين اينما كانوا واينما حلوا وسنجتمع في كنيسة النجاة عند العذراء وتحت أرجلها الشريفة لنقبل تراب العراق الذي أحتوانا أخوة متحابين لافرق بين هذا وذاك وساعتها سنقول كما قال اسيدنا المسيح عليه السلام حين امن به توما لانك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا ؛ فطوبى لنا ولكم لم نراه عليه السلام ونحن مؤمنون به وبكل انبياء الله
هذا هو الخلاص بالايمان الذي أوصانا به المسيح روح الله عليه السلام فأمنوا بالخلاص الذي لابد أن يكون قريب ليعود الوطن لسابق عهده وتعود كنائسنا وجوامعنا وترانيمناتنا وتلاواتنا
على نسق واحد وطريق واحد لاحيدة عنه هو العراق الذي يجمعنا وأياكم كما كنا اخوان متحابين. تحياتي لكل الأخوات والأخوة المسيحين في كل مكان
أبنكم سعد الدغمان
أنتم أكثر من كذلك التي عنيتها ف مقالك يااختي أنتم بمقام الروح من الجسدوأنا صادق في كلامي لكم البشرى ولكم الحياة الحرة الكريمة اينما حللتم وأن كانت المأساة فنحن واياكم بمركب واحد والفرج قريب قريب اقرب مما نتوقع لكننا سئمنا الصبر لذا نراه بعيد
أنا أحي كل أهلي من المسيحين العراقيين اينما كانوا واينما حلوا وسنجتمع في كنيسة النجاة عند العذراء وتحت أرجلها الشريفة لنقبل تراب العراق الذي أحتوانا أخوة متحابين لافرق بين هذا وذاك وساعتها سنقول كما قال اسيدنا المسيح عليه السلام حين امن به توما لانك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا ؛ فطوبى لنا ولكم لم نراه عليه السلام ونحن مؤمنون به وبكل انبياء الله
هذا هو الخلاص بالايمان الذي أوصانا به المسيح روح الله عليه السلام فأمنوا بالخلاص الذي لابد أن يكون قريب ليعود الوطن لسابق عهده وتعود كنائسنا وجوامعنا وترانيمناتنا وتلاواتنا
على نسق واحد وطريق واحد لاحيدة عنه هو العراق الذي يجمعنا وأياكم كما كنا اخوان متحابين. تحياتي لكل الأخوات والأخوة المسيحين في كل مكان
أبنكم سعد الدغمان
سلمت يداك ياأخي ، ولتكسر أيادي الأغبياء والعبيد الذين تسيرهم أوهام حمقاء