تراودني في كثير من الأحيان تساؤلات محيرة عن الأهداف التي تكمن ما وراء المقالات السياسية الظالمة والحملات الإعلامية المنظمة التي تستهدف الهوية الكلدانية والتي يتبناها نخبة من الأشقاء الكتاب يرتبطون بشكل أو بأخر بتنظيمات معروفة تحمل أجندات تبدو متباينة ولكنها تلتقي في هدف واحد وهو التصدي لكل تسمية كلدانية سواءاً كانت سياسية أو تاريخية أو ثقافية وحتى إجتماعية ، يعتبرونها تحدياً لمسيرتهم وإستفزازاً لقناعاتهم وللمبادئ التي يؤمنون بها .
وكما معروف لمتتبعي الأحداث ، أن بعض الأحزاب والتنظيمات الأشورية إستغلت الفراغ السياسي الذي طفى على السطح بعد سقوط النظام السابق فحاولت تثبيت أقدامها بين أوساط الكلدان بإظهار حرصها على وحدتنا القومية ومستقبل شعبنا عن طريق تقديم بعض الإغراءات الوظيفية والخدمات العامة مع رفع شعارات مضلِلة وإستخدام أساليب معروفة لترويجها ، بغية إستغلال القاعدة الواسعة للكلدان بأفكارهم المتميزة وثقافتهم الناضجة ومشاعرهم الإنسانية المتفتحة ، فأيدهم البعض وإنضم إليهم أخرون من منطلق حسن النية ووحدة المصير والشعور بالمسؤولية القومية . لذا إعتقدوا بأن الساحة أصبحت خالية أمامهم فإستهانوا بأصالة ومكانة أشقائهم وقللوا من إعتدادهم بانفسهم فأطلقوا بالون إختبار لتقييم مدى الإستجابة لمشاريعهم المستقبلية ، حيث إدّعوا في بداية تجاربهم أن الكلدانية مذهب وليس قومية ، متجاهلين حقيقة ثابتة بعدم وجود هذه التسمية ضمن المذاهب المسيحية الأربعة .
وحينما تعالت أصوات الكلدان الرافضة لتلك النظرية الكسيحة، وبدأت تطالب بحقوقها إسوة بالقوميات الأخرى، وإستجابة لضغوط وإعتراضات كثير من المنظمات والشخصيات والكتاب والمثقفين الكلدان ، قام دهاقنة السياسة بإبتكار تسمية مركبة غريبة ( كوكتيل ) وهي “الكلدو أشوري”، ثم أُضيف إليها كلمة “السرياني” بعدما إكتشفوا بان هذا المكون الرئيسي غاب عن مخيلتهم في خضم إحساسهم بنشوة الإنتصارالمخادع ، ولغرض كسب تأييد الأشقاء السريان للوقوف إلى جانبهم ، في الوقت الذي بقي نظامهم الداخلي على حالته وأجنداتهم الأشورية دون مراجعة .
وبعد رصد الأحداث المتزاحمة، أدركوا ان هذه المصطلحات لم تلقى قبولاً بين صفوف معظم الأوساط الثقافية والسياسية والشعبية كما توقعوا ، فجاءت الخطوة التي تلتها متزامنة مع تغيير موقع الاحداث ورمي الكرة في ملعب الكلدان وإنتظار ردود الأفعال ، فظهرت شعارات أخرى في إقليم كردستان تدعو إلى وحدة شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري) تبناها المجلس الشعبي بدعم من الأستاذ سركيس أغا جان الذي كنا نتوسم فيه طرح مبادرات مقبولة من قبل كافة الأطراف وتبني حلولاً توافقية لتهيئة الظروف الموضوعية والمناخ المناسب بين مكونات شعبنا لتوحيد الخطاب السياسي والخروج من عنق الزجاجة ودأب التصدع الذي سببته تلك الطروحات العقيمة ، ولكنه بدلاً من ذلك أستمر بتطبيق ذات النهج مستغلاً صلاحياته الواسعة ونفوذه الموثر في إقليم كردستان ، فواصل عملية تهميش أشقائه وأبناء قومه في كافة المجالات . وهكذا… إزدادت الفرقة وتعمقت الهوة وبات الحديث عن حصول إتفاق على تسمية موحدة لشعبنا في الندوات واللقاءات كحوارالطرشان لا بل نوع من الهذيان .
والأن إسمحوا لي أن أطرح رأي الخاص وأقّرب الصورة أكثر وأسرد المثال التالي :
نفترض أن لأب ثلاثة أبناء توائم من زوجتة الوحيدة وهم ( أكُس و باكُس و قرياقس ) أو ( دنحا و دنخا و دَنيّا )، لا يمكن التفريق بينهم نهائياً من حيث الشكل والبشرة ولون الشعر والأعين وقسمات الوجه والطول والبدانة ونبرة الصوت ومتشابهون بكافة الصفات الأخرى ولهم (إفتراض جدلي) نفس التقاليد والعادات والتصرفات بحيث يلتبس الأمرعلى جيرانهم وأصدقائهم وأقربائهم وحتى والديهم على تمييز أحدهم عن الأخر. فعندما يُسأل أكُس أو باكُس أو قرياقس عن إسمه ، فهل يُعقل أن يجيب بذكر إسمه وإسم شقيقيه ؟ وعندما يُكلف دنحا للقيام بعمل أو تنفيذ واجب أو أداء خدمة ، فهل من المفترض أن يؤديها دنخا أو دَنيّا بدلاً عنه ؟ ولماذا ؟ وإذا أدى دَنيّا عمله بإتقان ، فهل من العدالة ان يكافئ دنحا أو دنخا ؟ فإذا حدث ذلك ، كيف سيتم التفاهم والتعاون لإدارة شؤون البيت وتنظيم العلاقة مع الغير؟
ونظراً لوجود أفكار وقدرات متشابهة وبعضها متباينة في شخصيات الأشقاء الثلاثة ، لإنفراد كل منهم بإسلوبه المميز في إنجاز المهام الملقاة على عاتقه ، فالواجب القومي يفرض على المسؤولين عدم إهمال أحدهم ومنح إمتيازات إستثنائية وصلاحيات غير محددة للأخرعلى حساب شقيقيه ، لان ذلك سينثر بذورالضغينة وعوامل الفتنة بين صفوفهم ويؤجج مشاعراً مستقرة في ترسبات الماضي .
لأي سبب تطالبونا دون قناعتنا وتصرون رغماً عن إرادتنا ، أن نمحي تاريخنا من ذاكرتنا ونلغي وجودنا ونمزق هويتنا ونلقي بقوميتنا خلف بوابة النسيان ، ثم نرضخ لما تبتغون ؟ أليس شرف لشعبنا أن نعتز ونفتخر بأننا أشقاء من منبع ورحم واحد ، أنهكتنا صراعات تاريخية متعاقبة ويجمعنا واقع مأساوي ماثل أمامنا ؟ ألآ يحتم علينا الواجب القومي أن نعمل سوية من اجل طموحاتنا المشروعة وأهدافنا المشتركة ؟
ما الضير أن يحتفظ كل منا بإسمه الذي يعتز به ويكون لنا ممثلين ينسقون مواقفهم ويوحدون كلمتهم للحصول على أوسع المكاسب لأبناء شعبنا وأفضل الظروف الممكنة لسلامتهم وإستقرارهم على أرضهم، بدلاً من بذل المستحيل للإستحواذ على مقاعد البرلمان من أجل تنفيذ مخططات مرسومة ، والتراشق بالمقالات وتبادل الإتهامات ، وإظهارنا أمام بعض المسؤولين بمظهر المتعصبين الجهلاء ليقدموا لنا النصائح والإرشادات لإختيار تسمية موحدة ، لعدم إحراجهم وإرباكهم في التعامل معنا ؟
ترجلوا عن صهوة خيولكم أيها الأشقاء ، وإعترفوا بحقيقة ما يجري ، لنطوي صفحة الماضي المُخجِل، نجلس سوية نتحاور بنيات صادقة وقلوب مسيحية مؤمنة لتجاوز خلافاتنا ومعالجة مشاكلنا وتوحيد كلمتنا ، ثم وضع حلولأً ممكنة لمعاناة شعبنا الذي يحمل صليبه على درب الألام منذ قرون وعقود في كل بقعة من وطننا . بهذه الطريقة وليس بغيرها ، يمكننا أن نتبوء المكانة التي تليق بنا كشعب واحد بأسمائنا التي نعتز بها جميعاً سواءاً كانت(أكُس و باكُس و قرياقُس) أم (دنحا) و(دنخا) و(دَنيّا) والتي تشكل مثلث متساوي الأضلاع لا ينفصم ، كيفما وضعته يعطيك نفس الشكل ، لان العبرة بالعمل المخلص وليس برفع شعارات مضللِة تؤدي بنا إلى طريق اللاعودة .
علينا ان لا نتجادل كثيراً ونتجول في أروقة التاريخ طويلاً ونصرف كل طاقتنا لإثبات أن البيضة من الدجاجة وليس العكس ، ونتخلى عن إسلوب التعامل مع بعضنا بطريقة ” تريد أرنب أخذ أرنب ، وتريد غزال أخذ أرنب، ولك كامل حرية الإختيار، ولكن إذا رفضت، فأنت إنقسامي ،إنفصالي ، إنشطاري ، مفرق لصفوفنا ، تعمل ضد وحدة شعبنا و….. ، وأنت الذي وضعت نفسك في هذا المأزق “
إن تبني هذه المعايير المزدوجة وغير العادلة يعكس واقعاً هشاً معيباً يعيشه أبناؤنا في الوطن وفي المهجر، كما يرسخ حالة التشتت والتمزق التي تعصف بنا وتنهش بجسدنا المتعب الذي أضنته سنون التنكيل والتشريد والإضطهاد . علينا أن لا نتمسك بالقشور ونترك جوهر القضية التي يعتمد عليها مصير ومستقبل شعبنا المطارد في وطنه ، المشرَد من دياره ، غيرالأمن في بلداته ، المحاصر في بيته ، والحاضر الغائب في نظر من حوله .
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives